الأحد، 20 سبتمبر 2009

الدكتور محمود عثمان يكتب: المرأة فى العصور القديمة والإسلام

السبت، 12 سبتمبر 2009 - 12:29
Bookmark and Share Add to Google
بلغت المرأة فى الإسلام مكانة عالية, لم تبلغها فى ملة ماضية, ولم تدركها أمة تالية إذ إن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة والرجل على حد سواء, فهم أمام أحكام الله فى هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزائه فى الدار الآخرة سواء, قال تعالى: (ولقد كرمنا بنى آدم) سورة الإسراء: 70, وقال عز من قائل: ((للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) سورة النساء:7, وقال جل ثناؤه ((ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)) سورة البقرة: 228, وقال سبحانه: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)) سورة التوبة:71, وقال تعالى ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربيانى صغيراً)) سورة الإسراء : 23 ,24.

وقال تعالى: ((فاستجاب لهم ربهم أنّى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى)) سورة آل عمران: 195, وقال جل ثناؤه: ((من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)) سورة النحل: 97, وقال عز من قائل: ((ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)) سورة النساء/124.

وهذا التكريم الذى حظيت به المرأة فى الإسلام لا يوجد له مثيل فى أى ديانة أو ملة أو قانون فقد أقرت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رفيقاً تابعاً للرجل, ولا حقوق لها على الإطلاق, واجتمع فى روما مجمع كبير وبحث فى شئون المرأة فقرر أنها كائن لا نفْس له, وأنها لهذا لن ترث الحياة الأخروية, وأنها رجس.

وكانت المرأة فى أثينا تعد من سقط المتاع, فكانت تباع وتشترى, وكانت تعد رجساً من عمل الشيطان.

وقررت شرائع الهند القديمة: أن الوباء والموت والجحيم وسم الأفاعى والنار خير من المرأة, وكان حقها فى الحياة ينتهى بانتهاء أجل زوجها- الذى هو سيدها- فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها فى نيرانه, وإلا حاقت عليها اللعنة.

أما المرأة فى اليهودية فقد جاء الحكم عليها فى العهد القديم ما يلى: (درت أنا وقلبى لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً , ولأعرف الشر أنه جهالة, والحماقة أنها جنون؛ فوجدت أمرًَّ من الموت: المرأة التى هى شباك, وقلبها شراك, ويدها قيود) سفر الجامعة, الإصحاح 7 : 25 , 26 , ومن المعلوم أن العهد القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى.

تلك هى المرأة فى العصور القديمة, أما حالها فى العصور الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية:

شرح الكاتب الدانمركى wieth kordsten اتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بقوله: (خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكى الذى كان يعد المرأة مخلوقاً فى المرتبة الثانية), وفى فرنسا عقد اجتماع عام 586م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تعد إنساناً؟ وبعد النقاش: قرر المجتمعون أن المرأة إنسان, ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.

وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسى على ما يلى: (المرأة المتزوجة- حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها- لا يجوز لها أن تهب, ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن, ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها فى العقد أوموافقته عليه موافقة كتابية).

وفى إنجلترا حرّم هنرى الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين, وظللن حتى عام 1882 م ليس لهن حقوق شخصية, سلسلة مقارنة الأديان, تأليف د. أحمد شلبى, ج3 , ص:210- 213.

أما المرأة المعاصرة فى أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية فهى مخلوق مبتذل مستهلك فى الأغراض التجارية, إذ هى جزء من الحملات الإعلانية الدعائية, بل وصل بها الحال إلى أن تجرد ملابسها لتعرض عليها السلع فى واجهات الحملات التجارية وأبيح جسدها وعرضها بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم فى كل مكان.

وهى محل العناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها, فإذا كبرت وفقدت مقومات العطاء تخلى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته, وعاشت وحيدة فى بيتها أو فى المصحات النفسية.

قارن هذا- ولا سواء- بما جاء فى القرآن الكريم من قوله تعالى: ((المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)) سورة التوبة/71, وقوله جل ثناؤه: ((ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)) سورة البقرة / 228. وقوله عز وجل: ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً- واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربيانى صغيراً)) سورة الإسراء / 23, 24.

وحينما كرمها ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها لتكون أماً وزوجة وبنتاً وأختاً, وشرع لذلك شرائع خاصة تخص المرأة دون الرجل.

د. محمود عثمان يكتب: نتيجة اليد الحديدية

الأحد، 26 يوليو 2009 - 10:53

Bookmark and Share Add to Google

هل برأيك توجد وسائل إعلام عربية مستقلة أم ما زالت أسيرة أجندة الأنظمة؟!.. إن مجرد القول أو التنويه بوجود وسائل إعلام عربية مستقلة وحرة، ضرب من الوهم وافتراء على الحقيقة والواقع المعاش، والإعلام العربى بوجه عام- المرئى والمسموع وخاصة الشق السياسى والثقافى والإخبارى منه- فى حالة تبعث على الشفقة واليأس، وأقل ما يقال فيها إنها أسيرة الأنظمة الحاكمة، اللا ديمقراطية، الشمولية والديكتاتورية فى جوهرها والتى تحكم شعوبها بالحديد والنار، وكتم الأفواه، والأحكام العرفية والسجون والقتل، ومنع الحريات العامة والديمقراطية منها كحرية الصحافة والتنظيم، وحرية التعبير عن الرأى والتظاهرات والاعتصامات وطمس هوية الشعوب والأقليات (المختلفة عنها) ومحاربة وجودها بمحو ديمغرافية مناطقها عن طريق التعريب، وممارسة سياسات استثنائية بحقها لعرقلة الحياة بجميع مستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..الخ.

فالأنظمة الحاكمة هى التى تدير وسائل الإعلام بكل أشكالها، ودائماً وفى كل زمان ومكان تخضعها لمصالحها، ولمصلحة بقائها أولاً وكبوق للتمجيد بانتصاراتها.

الانتصارات فى أساسها عبارة عن هزائم وانكسارات لا أكثر، وذلك ليس فى بلدانها فحسب بل تمد يدها الطولى وعن طريق الأموال التى تسرقها من عرق شعوبها إلى وسائل الإعلام الموجودة خارج دائرتها فى بلدان أخرى والتى نتوهم أحياناً بأنها مستقلة، ولكنها فى الظاهر يبدو كذلك وفى الباطن تعمل لصالح هذه الأنظمة أوذاك، والأمثلة كثيرة فى هذا المجال والجميع يعرف هذه القنوات.

وأخيراً يمكن القول بأن الإعلام الناجح والصحافة الناجحة تعتمد على ثلاثة أركان أساسية: الحرية والكوادر المتخصصة ورأس المال، وبما أن الحرية معدومة، ورأس المال فى يد المفسدين والفاسدين، والكوادر المتخصصة قلة فى بلداننا وإن وجدوا فهم غير مستقلين لعدم وجود المؤسسات الإعلامية والثقافية المستقلة أساساً، فالنتيجة بئس المصير.

د.محمود عثمان يكتب: شيَّبتنى نفسى!!

الخميس، 13 أغسطس 2009 - 10:36

Bookmark and Share Add to Google يصيب الشيب كل الشعر عادة بعد سن السبعين وأظهرت دراسة حديثة إلى أن زيادة إنتاج سائل فوق أكسيد الهيدروجين أبرز الأسباب التى تقف وراء الإصابة بالشيب مع تقدم العمر، أما الأسباب الأخرى فتتعلق بعوامل نفسية ووراثية.

فقد تعرف الباحثون فى معهد الفيزياء الحيوية التابع لجامعة يوهانس جوتنبيرغ بألمانيا ولأول مرة على آلية شيب الشعر أو تحوله إلى اللون الأبيض. وكان سائل فوق أكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيضة للشعر نقطة بداية البحث. حيث اكتشف الباحثون أن هذه المادة تزداد وتتضاعف مع تقدم الإنسان فى العمر، وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدى إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدى بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التى تنتجها الخلايا الصبغية. فلون الشعر يعتمد على مدى نشاط الخلايا الملونة التى تفرز مادة الميلانين البنية اللون. فسواء كان الشعر أشقر أو داكناً يرجع إلى كمية الميلانين المنتجة وطريقة توزيعها. أما الشعر الأحمر فيحتوى على صبغة إضافية غنية بالحديد.

فزيادة تكون مادة فوق أكسيد الهيدروجين مع تقدم العمر يؤدى إلى ظهور الشيب وأوضح الباحثون: «أن سائل فوق أكسيد الهيدروجين يتكون بمقدار بسيط فى كل أنحاء جسم وشعر الإنسان، ثم تأخذ هذه المادة فى الازدياد مع تقدم الإنسان فى العمر. حيث تقل كفاءة الجسم فى تحويل هذه المادة إلى ماء وأكسجين.» وأضاف الباحثون أن فوق أكسيد الهيدروجين يتمكن فى تلك الحالة من التأثير على وظيفة أنزيم آخر «تيروزيناز» بشكل كبير لدرجة تجعل الخلايا الصبغية عاجزة عن تكوين مادة الميلانين.

وبهذا يفقد الشعر لونه تدريجياً من جذوره حتى أطرافه. عادة يبدأ الشعر الرمادى فى الظهور عندما يتوقف الجسم عن إفراز الميلانين. تنمو كل شعرة من الشعر من تجويف صغير (بصيلة) به خلايا مليئة بالميلانين تسمى ميلانوسايتس (melanocytes). تقوم تلك الخلايا بتمرير الميلانين لخلايا مجاورة تسمى الكيراتينوسايتس (keratinocytes) وهى الخلايا التى تقوم بإفراز الكيراتين - المكون الرئيسى للشعر وعند انتهاء العمر الافتراضى لخلايا الكيراتينوسايتس، تبدأ تلك الخلايا فى الاحتفاظ بالميلانين. وتبقى المادة الملونة (الصبغية) ظاهرة فى الشعر والجلد فى تلك الأجسام الميتة للكيراتين.» بمرور الوقت، تقل كمية الميلانين الموجودة بخلايا الكيراتينوسايتس. وبالتالى يتغير لون الشعر فيظهر الشعر الرمادى لتناقص كمية الميلانين أما الشعر الأبيض فيظهر نتيجة افتقاد وجود الميلانين تماما. يساهم أيضا نقص وجود الميلانين فى فقدان الشعر الرمادى أو الشعر الأبيض لرطوبته. وبالتالى يصبح الشعر افتح من حيث اللون وأكثر جفافا وهذا هو السبب فى أن الشعر الأبيض يميل لكونه ملتفا أو مجعدا.

د.محمود عثمان يكتب:همس الكلمات

السبت، 29 أغسطس 2009 - 12:36

Bookmark and Share Add to Google إذا تعثرت أقدامك، وسقطت فى حفرة واسعة.. فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوة.. والله مع الصابرين.

لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك.. فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة.. لا تضع كل أحلامك فى شخص واحد.. ولا تجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته.. ولا تعتقد أن نهاية الأشياء هى نهاية العالم.. فليس الكون هو ما ترى عيناك.

لا تنتظر حبيباً باعك.. وانتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسلل إلى قلبك الحزين، فيعيد إليك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل.

لا تحاول البحث عن حلم خذلك.. وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد.

لا تقف كثيراً على الأطلال، خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها.. وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.


لا تنظر إلى الأوراق التى تغير لونها.. وبهتت حروفها.. وتاهت سطورها بين الألم
والوحشة.. سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت.. وأن هذه الأوراق ليست آخر ما سطرت.. ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك فى عينيه.. ومن ألقى بها للرياح.. لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر.. ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً.. ونبض إنسان حملها حلماً.. واكتوى بنارها ألماً.

•جراح الحروق والتجميل مدينة الملك عبدالله الطبية - السعودية.

د. محمود عثمان يكتب: أنت مين؟

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009 - 11:54

Bookmark and Share Add to Google قد تختلف سمات الإنسان حسب الطبيعة السيكلوجية من شخص لآخر، واليوم نتناول بعضاً من هذه الحالات التى تميز الفرد وتجعله مختلفاً عن شخص آخر، وكل منا له حظ معلوم من هذه السمات.

الشخص الساخر.. وهو الشخص الذى ينظر إلى العالم بعين التهكم - يركز على بقائه ويرى العالم بأسرة ضده – ويشك فى دوافع الآخرين ويرتاب فيهم.. أما الشخص المتفائل.. فسمات هذه الشخصية -النظر إلى العالم بعين التفاؤل ويرى الخير فى الناس ويظهر ثقته فى نفسه وفى الآخرين.. وتلك الشخصيتان المذكورتان لو فكرا كلاهما بطريقة المكسب والخسارة مثلا ستجد أن الأول (يرى العالم شحيحا ويتنافس مع زملائه فى العمل من أجل الانفراد بالشىء ويواجه المشكلات والقضايا بطريقة عدائيه) أما المتفائل يرى العالم يفيض بالموارد ويثق أن كل فرد سيجد ما يكفيه، ولذلك سيتعاون مع زملائه ويرى أنهم شركاء وأصدقاء ولا يعتبرهم خصوما.

الشخص البيدق.. والبيدق هو عسكرى الشطرنج ويكون موضع سيطرة خارجية ويرى أن السيطرة خارج ذاته فيقول عبارات تدل على ذلك مثل أنت السبب فى فشلى أو انتكاستى إلخ.. دائما لا يرى الخيارات المتاحة وليس لديه سيطرة تنبع من داخله، ويؤمن بأن الأحداث تدور خارج نطاق سيطرته تماما وهو الضحية، ويعزى الأحوال إلى القدر ودائما يكرر ولماذا التجربة؟ لن يتحسن الأمر على أى حال.

الشخص السلبى.. وهو من يختار النظر إلى الجانب السلبى من أى موقف – يشعر أنه من الصعب التعامل مع المشكلة، لذلك قلما يجد حلا، لأنه لم يفكر فى إيجاد حلا –يركز تفكيره على ما لن يجدى وليس على ما سوف يجدى.

الشخص الإيجابى.. وهو عكس السلبى ويختار النظر إلى الجانب الإيجابى لأى موقف –لا تعجزه ولا تربكه المشكلة، وغالبا ما يرى منحة فى كل محنة – ينصب تركيزه على ما سوف يجدى وليس على ما لن يجدى.

الشخص اللوام.. وهو من يلقى باللوم دائما على الآخرين – يتجنب المسئولية –يبحث عن أكباش فداء عندما تحدث أخطاء، لكن الشخص المسئول فهو من يبدى عزما وتصميما دائما على تحمل المسئولية، حتى وإن كانت تخرج عن نطاق عمله يبادر لحل المشكلات –يبحث عن حلول بدلا عن إلقاء اللوم على الآخرين، والشخص الشكاء وهو الشخص كثير الشكوى شخص هش لا يرغب فى تحمل مسئولية، ولو كلف بعمل يشكو باستمرار ولا يطرح حلولا وينشر بذور السلبية فى المحيطين وإثارة السخط – مع أنه يعلم أنه لا نفع من وراء هذا المسلك –يرى أن العمل شر لابد منه ويقضى وقتا كبيرا فى الأنشطة الخاصة الشخصية والاجتماعية دون التركيز على ما يطلب منه من واجبات –لا يتطوع لعمل أى شىء بخلاف ما يوكل إليه من مهام –يبدى مبادرة خافته للإبقاء على إثارته واهتمامه بالعمل - يتوقع تسلية الآخرين له – يستنفذ كل الإجازات والعطلات المتاحة ويحاول إيجاد المزيد منها.

الشخص الناقد.. ينتقد الآخرين – ويبخسهم جهودهم ويرى نفسه فى مقام أعلى من الآخرين ويعطى تعليقات نقدية صريحة عن زملائه وأصدقائه ولا يتحرج فى النقد اللاذع أو الصراحة الجارحة.

أما الشخص الواثق.. يرى أنه يستطيع القيام بأى عمل يكلف به –يبدى مستوى عاليا من الاهتمام ببناء العلاقات –يبحث عن الطرق التى يتحدى بها ذاته -يتحمل المسئولية ويكون سعيدا وراضيا دائما بنتائجه.

هذه سمات لـ 10 شخصيات تعيش بيننا والسؤال من أنت من هؤلاء
الاثنين : 21 سبتمبر 2009 الرئيسية | اجعلنا الرئيسية | الأرشيف | الاعلانات | اتصل بنا

رئيس التحرير : محمود سلطان
البحث فى "المصريون"
اضغط هنا لطباعة الصفحة للطباعة ملف نت للحفظ الرئيسية
مسابقة اكبر كذاب

كتب ـ د/محمود عثمان : بتاريخ 16 - 9 - 2009
- ماذا لو أجرينا مسابقة وطنية لاختيار أكبر كذاب في مصر؟
ستكون حتمًا أبرزَ مُسابقة في تاريخ هذا البلد.. وتكونُ سابقةً في العالم.. وستدخل مصر كتابَ «غينس» للأرقام القياسية العالمية، من بوّابة الكذب..
والكذبُ عندها لن يُنظَر إليه بعين سلبية، لأن تنظيم مسابقةٍ هو اعترافٌ بانتشار الكذب عندنا على نطاق واسع، وبأن ثقافة الكذب لم تَعُدْ في بلدنا تَستثني فئةً من الفئات..
ويُمكنُ للجميع، من الصغير فينا إلى الكبير، مروراً بالمؤسسات والإدارات والأحزاب والجمعيات، المشاركة في مسابقة «أكبر كذّاب في مصر»..
ستكونُ هذه ظاهرةً صحية، لأنَّ «الاعتراف بالكذب فضيلة».. وبهذا الاعتراف ستفتح مصر أُفُقاً لسُلُوك جديد لا نراهُ إلاَّ في الدول التي تمارس الديمقراطية ممارسةً حقيقية، وتلتزمُ بالقانون التزاما حقيقيا، وتحترمُ المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد فيها احترامًا تامّا..
في هذه الدول التي لا تعتبر السّلطةَ غنيمة، بل مسؤوليةً يُراقبُها القانون، نجد وُزراءَ يعترفون بأنهم كذبوا على شعوبهم، وفيهم من يُساقُ إلى المحكمة، ومنهم من يحكم على نفسه بالانتحار..
هؤلاء المعترفون بالكذب، المتحمّلون لنتائج هذا الكذب، يتحولّون باعترافاتهم إلى وجوهٍ تاريخية تحترمُها شعوبُها، لأن «الاعتراف فضيلة»…
ليست عندنا ثقافةُ الاعتراف.. سياسيُّونا يكذبون علينا وعلى أنفسهم،وارثين من أسْلافهم «سياسة الكذب»..
مجتمعٌ لا يتحركُ لمناهضة الظلم، هو مُجتمعٌ يصنعُ بنفسه هذا الظلم.. وفي حديثٍ آخر: «هو يستحقُّ هذا الظلم»!
هكذا ترى بعضُ المدارس الفكرية واقع الدول التي تمارس على شعوبها القهر والظلم والرشوة والتجهيل والتفقير، كما هو الحالُ عندنا في مصر.
ماذا أصاب مُجتمعَنا؟
لماذا لا يُساند الشبابَ الجامعي المعطّل؟
لماذا لا يحارب الرشوة؟
لماذا لا يحترمُ القانون؟
لماذا لا يغرس الخيرَ من أجل أبناء الغد؟
ألم يقُل الحكماء: « غرسُوا فأكَلْنا، ونغرسُ فيأكلون»؟
لماذا اقتصر مُجتمعُنا على أكْل ما غَرَسَهُ السابقون؟
أليس من واجبه أن يغرس ما سيأْكُلُه اللاّحقُون؟

تَلَقَّى مجتمعُنا من السابقين بلدا فيه كلُّ خير، وها هو يتركُ للأجيال لقادمة، أي أبنائه وأحفاده،بلدا أغلبُ شبابه يحلُمون بالهجرة إلى الخارج..

ها نحن نترك لأبنائنا وبناتنا أرضًا خرابًا، وعقلية هدَّامة، وتطرُّفاً على كل المستويات، وطابورًا من كبار الكَذّابين في الحكومة والبرلمان والأحزاب وغيرها من المؤسسات التي من المفروض أن تؤطّر الشعب تأطيرًا بنّاءًا، لا أن تُوجّهه إلى اللاقانون،
حيثُ المرتشي هو القُدوة..
واللصُّ هو القدوة..
وتاجرُ الأعراض هو القُدوة..
ومهربُ خيرات البلد هو القدوة..
وتاجرُ المخدرات،
وقواربِ الموت،
وبائعُ المستقبل الوطني،
…. هو القُدوة!

هذه القدوةُ اللامسؤولة، نحن صنعْناها. ونحنُ نستحقُّها..
ـ لقد باعوا البلد..
باعوا مستقبل البلد..
فمن يُحاسبهم؟
منذ بداية «الاستقلال»، ومسؤولُونا يُعلّمُوننا كيف ننْدمُ على «عهد الاستعمار»..


يُعلّموننا أن «الاستعمار أحسنُ من الاستقلال»..

وفعلا، صارتْ هذه المقولةُ تتردّدُ في أحيائنا وشوارعنا، وفي بوادينا،حيثُ أن «الاستقلال» جاءنا بسلبياتٍ ما عهدناها في عقُود الاستعمار..
وضَعُونا أمام خياريْن لا ثالث لهما: قبول الاستعمار أو العيش في استقلال هو أبشعُ من الاستعمار، وكأن المصريين لا يستحقُّون استقلالا حقيقيا، ومسؤولين نُزهاء، وديمقراطيةً فعلية، وسلطةً غيرَ مُرتشية.. علّمُونا أن القانون مصنوعٌ فقط لمعاقبة الفُقراء، لا أيضا من أجل مُحاسبة كبار المسؤولين!
وعلّمونا أنّ الأغنياء قد جاءهم الغنى من الله..
وأوهمُونا بذلك أن العمارات، وكُبريات الشّركات، وأساطيلِ الصيد في أعالي البحار، كلُّها هبةٌ من الله، وليست نهبا للمال العام، والحقِّ العام!
هكذا ضلّلُونا…
وما زالوا يُضَلّلُونَنا..
ويجدُون للأسف فينا تُربةً خصبة لممارسة مزيدٍ من التضليل..
فتأمّلوا كبار مسؤولينا وهم يتكلمون في التلفزة، إنهم يُحاولون إقناعنا بوجود واقع آخر ، غير الواقع الذي نحنُ فيه.
يرسمُون لنا عوالمَ ورديةً في الصّحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، بينما الواقعُ شيءٌ آخر..
إنهم يتنافسون على تضليلنا..

وليس الوزراءُ وحدَهُم يمارسون التضليل، ولا قادةُ ما يُسمَّى بالأحزاب،وما هي أصلاً بأحزاب، هناك أيضا مُؤسساتٌ تُساهم في هذا التضليل، وتبحثُ عن فتاوى، لتبرير أيةِ سياسةٍ رسميةٍ غيرِ عاقلة، وغيرِ سليمة ، وغيرِ وطنية ما أكثر فُقهاء التضليل في مصر
تجدُهم في الكُليات، والمساجد، والمدارس، والنوادي، وغيرِها… هؤلاء يجتهدُون في خدمة الألوان، فتراهم يردُّون الأبيض أسْوَد، والأسودَ أبيض، ويُدخلون إلى الجنّة الظالم، وإلى النارِ المظلوم.. هذا دورُهم…

مُتمسّحون يُعلّمون الناسَ «وابلاً» من الممنوعات:

الممنوعُ الأول: أن تُحبَّ وطنَك.. المطلوبُ منك أن تتظاهر بالحُب، لا أن تحبّ.. هم لا يقولون لك هذا بالوضوح، يقولونه بالمرموز.. ما هو هذا المرموز؟
هو ألاَّ تَخْدُم المصلحةَ العامة، بل فقط مصلحتَك الشخصية، أي أن تخدُم نفسَك فقط..
ومن هذا المنظور، فمن يخدمُ نَفسَهُ فقط، لا يمكن أن تكون له روحٌ وطنية،لأن حُبَّ الوطن لا يكون إلا بحُبّ المصلحة العامة، لا بحُبّ المصلحة الخاصّة فقط!
فمن المفروض أن يتحلى من يُحبُّ وطنَه بخدمة الوطن من خلال خدمة المصلحة العامة، باعتباره جُزءا من هذه المصلحة العامة..

هكذا من المفروض أن تَسِيرَ الأمورُ إذا كان هناك حبٌّ حقيقي للوطن.. أمَا والحالُ عكْسَ ذلك في كثير من الأوساط عندنا، خاصةً ذاتِ المسؤولياتِ الهامة، فإن السلطة تكون مجردَ غنيمةٍ تدور حول الفرد ، والفردِ وحده، بعيدا عن المصلحة العامة!

وإذن لا حُبَّ للوطن، بدون خدمة المواطنين، لأن الوطن ليس هو الأرض فقط، هو قبْلَ الأرضِ الإنسان.. الإنسانُ أوّلاً..
الإنسانُ هو الوطن..

الممنوع الثاني: أنْ تكُون جادّا في عملك… فالجادُّ يُحارَب.. والتشجيعُ والتقديرُ لا يذهبان ـ على العموم ـ إلى نُزهاء الموظّفين، وخَدُومي المصلحة العامة في مختلف فئات الشعب.. فتأمّلوا المناصب!
المناصب لا يحتلُّها كلّها جادّون نُزهاء.. على العكس، فيها الكثير من الخَنُوعين الذين لم يصلوا إلى تلك المناصب إلا بالطرُق المغشوشة الملتوية..
وفي هذه المواقع، يتحوّل الغشّاشون إلى فيروسات تُحاربُ كلَّ ذي قلب نظيف، وكلَّ ذي ضمير حيّ..

الممنوع الثالث: أن تكون نجمًا… النجمُ عندنا يُحارَب.. فالعصامي الذي صنع نجوميتَه بعرَق الجبين، يجدُ
نفسه في ميدانٍ مشحونٍ بالمتسلّطين على المهَنِ الفنيةِ والعِلمية.. ومرة أخرى، تأمّلوا التلفزة: كثيرٌ من الفنّانين، والإعلاميين، لا وجود لهم في الشاشة، وإذا وُجد بعضُهم، ففي مَواقعَ هامشيّة.. إنهم يُحارَبُون.. والمسؤولون يفسحون المجالَ للرداءة.. يُعلّمون الناسَ برامجَ الرداءة.. مسرحياتِ الرداءة.. أفلامَ الرداءة.. أغاني الرداءة..
ومن أجل نشر ثقافة الرداءة، تُنفق أموالُ الشعب على إنتاجات رديئةٍ ليست في حقيقتها إلا استهتارًا بالذوق العام، وسياسةً ممنهَجةً لقتل أي إنتاج يخدم المصلحة العامة!
هُنا أيضا ينشط المنبطحون، الخَنُوعون، المتآمرون على الوطن والمواطنين.. الضاحكون على ذقون البلاد والعباد..

الممنوع الرابع: انتخابات حقيقية… فالانتخاباتُ عندنا ما هي إلا صورة من مواسم الأضرحة، حيث الأكلُ
والشرابُ وترديدُ ثقافة الأسيادِ والجنّ والعفاريت.. هذه الانتخابات، المعروفةُ بالبيع والشراء والتزوير والكذب، وصناعةِ
سياسيين لا علاقة لهم بالسّياسة، اللهم إذا كانت «سياسةَ المصلحة الخاصة»، لا تُقدّمُ برنامجًا بل أشخاصا.. هذا واقعُ ما يُسَمَّى بالاحزابِ عندنا..
الأحزابُ لا تقدّمُ للناس برامج، بل أشخاصا.. ومن في هذه الأحزاب يتحدثُ عن برنامج، فهو لا يقصدُ برنامجًا بالمفهوم
المتعارَف عليه عالميا، بل مُجرَّدَ كُرَّاسٍ فيه كلامٌ في كلامٍ في كلام.. مجردُ كلام… لا برنامج عمل!
الأحزابُ تقدّم لنا أشخاصًا لكي نخضع لهم ، بدل أن نخضع للقانون.. أشخاصٌ سيكُونون بعد الانتخابات فوق القانون،
أي لا يُحاسَبون، أو ليسوا كلُّهم تحت طائلة المحاسبة.. القانونُ عندنا لا يُطبَّقُ على الجميع..
القانونُ ليس فوقَ الجميع!
إذا كُنتَ مُوظّفا تأتي في الوقت المطلوب، ولا تغادرُ عملَك إلا في الوقت المطلوب، فهذا ليس مقياسًا لضرورة ترقيتك.. فقد تأتي الترقيةُ إلى غيرك.. وإذا سألتَ عن المواصفات التي يتميّز ُبها الآخرُ عنك ، تجدُ أنهُ ليس أسمى منك خُلُقًا، بل هو يقوم بخدمات لمرؤوسيه من قبيل أنه يتجسّسُ على زُملائه الموظفين، ويُقدّم خدماتٍ أخرى، بعضُها ليلي، وآخرُ نهاري، لرؤسائه ومن معهم ومن فوقَهم!
هذا ليس مثْلَك أيها الموظفُ النُزيه.. فهذا شريكٌ متواطئ، في صفقات ضد المصلحة العامة..
هذا ميكروب.. ومثل هذا الميكروب موجودٌ بكثافة في مُختلف مؤسسات البلد..
ولهذا انحدرت البلادُ إلى مؤخرة القافلة العالمية!

د/محمود عثمان
جراح الحروق والتجميل وجراحة اليد والاوعيه الدمويه الدقيقه مدينة الملك
عبد الله الطبيه mhmoudothman@gmail.com