الأحد، 20 سبتمبر 2009

د. محمود عثمان يكتب: نتيجة اليد الحديدية

الأحد، 26 يوليو 2009 - 10:53

Bookmark and Share Add to Google

هل برأيك توجد وسائل إعلام عربية مستقلة أم ما زالت أسيرة أجندة الأنظمة؟!.. إن مجرد القول أو التنويه بوجود وسائل إعلام عربية مستقلة وحرة، ضرب من الوهم وافتراء على الحقيقة والواقع المعاش، والإعلام العربى بوجه عام- المرئى والمسموع وخاصة الشق السياسى والثقافى والإخبارى منه- فى حالة تبعث على الشفقة واليأس، وأقل ما يقال فيها إنها أسيرة الأنظمة الحاكمة، اللا ديمقراطية، الشمولية والديكتاتورية فى جوهرها والتى تحكم شعوبها بالحديد والنار، وكتم الأفواه، والأحكام العرفية والسجون والقتل، ومنع الحريات العامة والديمقراطية منها كحرية الصحافة والتنظيم، وحرية التعبير عن الرأى والتظاهرات والاعتصامات وطمس هوية الشعوب والأقليات (المختلفة عنها) ومحاربة وجودها بمحو ديمغرافية مناطقها عن طريق التعريب، وممارسة سياسات استثنائية بحقها لعرقلة الحياة بجميع مستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..الخ.

فالأنظمة الحاكمة هى التى تدير وسائل الإعلام بكل أشكالها، ودائماً وفى كل زمان ومكان تخضعها لمصالحها، ولمصلحة بقائها أولاً وكبوق للتمجيد بانتصاراتها.

الانتصارات فى أساسها عبارة عن هزائم وانكسارات لا أكثر، وذلك ليس فى بلدانها فحسب بل تمد يدها الطولى وعن طريق الأموال التى تسرقها من عرق شعوبها إلى وسائل الإعلام الموجودة خارج دائرتها فى بلدان أخرى والتى نتوهم أحياناً بأنها مستقلة، ولكنها فى الظاهر يبدو كذلك وفى الباطن تعمل لصالح هذه الأنظمة أوذاك، والأمثلة كثيرة فى هذا المجال والجميع يعرف هذه القنوات.

وأخيراً يمكن القول بأن الإعلام الناجح والصحافة الناجحة تعتمد على ثلاثة أركان أساسية: الحرية والكوادر المتخصصة ورأس المال، وبما أن الحرية معدومة، ورأس المال فى يد المفسدين والفاسدين، والكوادر المتخصصة قلة فى بلداننا وإن وجدوا فهم غير مستقلين لعدم وجود المؤسسات الإعلامية والثقافية المستقلة أساساً، فالنتيجة بئس المصير.

ليست هناك تعليقات: