الأحد، 20 سبتمبر 2009

الدكتور محمود عثمان يكتب: المرأة فى العصور القديمة والإسلام

السبت، 12 سبتمبر 2009 - 12:29
Bookmark and Share Add to Google
بلغت المرأة فى الإسلام مكانة عالية, لم تبلغها فى ملة ماضية, ولم تدركها أمة تالية إذ إن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة والرجل على حد سواء, فهم أمام أحكام الله فى هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزائه فى الدار الآخرة سواء, قال تعالى: (ولقد كرمنا بنى آدم) سورة الإسراء: 70, وقال عز من قائل: ((للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) سورة النساء:7, وقال جل ثناؤه ((ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)) سورة البقرة: 228, وقال سبحانه: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)) سورة التوبة:71, وقال تعالى ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربيانى صغيراً)) سورة الإسراء : 23 ,24.

وقال تعالى: ((فاستجاب لهم ربهم أنّى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى)) سورة آل عمران: 195, وقال جل ثناؤه: ((من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)) سورة النحل: 97, وقال عز من قائل: ((ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)) سورة النساء/124.

وهذا التكريم الذى حظيت به المرأة فى الإسلام لا يوجد له مثيل فى أى ديانة أو ملة أو قانون فقد أقرت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رفيقاً تابعاً للرجل, ولا حقوق لها على الإطلاق, واجتمع فى روما مجمع كبير وبحث فى شئون المرأة فقرر أنها كائن لا نفْس له, وأنها لهذا لن ترث الحياة الأخروية, وأنها رجس.

وكانت المرأة فى أثينا تعد من سقط المتاع, فكانت تباع وتشترى, وكانت تعد رجساً من عمل الشيطان.

وقررت شرائع الهند القديمة: أن الوباء والموت والجحيم وسم الأفاعى والنار خير من المرأة, وكان حقها فى الحياة ينتهى بانتهاء أجل زوجها- الذى هو سيدها- فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها فى نيرانه, وإلا حاقت عليها اللعنة.

أما المرأة فى اليهودية فقد جاء الحكم عليها فى العهد القديم ما يلى: (درت أنا وقلبى لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً , ولأعرف الشر أنه جهالة, والحماقة أنها جنون؛ فوجدت أمرًَّ من الموت: المرأة التى هى شباك, وقلبها شراك, ويدها قيود) سفر الجامعة, الإصحاح 7 : 25 , 26 , ومن المعلوم أن العهد القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى.

تلك هى المرأة فى العصور القديمة, أما حالها فى العصور الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية:

شرح الكاتب الدانمركى wieth kordsten اتجاه الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بقوله: (خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكى الذى كان يعد المرأة مخلوقاً فى المرتبة الثانية), وفى فرنسا عقد اجتماع عام 586م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تعد إنساناً؟ وبعد النقاش: قرر المجتمعون أن المرأة إنسان, ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.

وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسى على ما يلى: (المرأة المتزوجة- حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها- لا يجوز لها أن تهب, ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن, ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها فى العقد أوموافقته عليه موافقة كتابية).

وفى إنجلترا حرّم هنرى الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين, وظللن حتى عام 1882 م ليس لهن حقوق شخصية, سلسلة مقارنة الأديان, تأليف د. أحمد شلبى, ج3 , ص:210- 213.

أما المرأة المعاصرة فى أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية فهى مخلوق مبتذل مستهلك فى الأغراض التجارية, إذ هى جزء من الحملات الإعلانية الدعائية, بل وصل بها الحال إلى أن تجرد ملابسها لتعرض عليها السلع فى واجهات الحملات التجارية وأبيح جسدها وعرضها بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم فى كل مكان.

وهى محل العناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها, فإذا كبرت وفقدت مقومات العطاء تخلى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته, وعاشت وحيدة فى بيتها أو فى المصحات النفسية.

قارن هذا- ولا سواء- بما جاء فى القرآن الكريم من قوله تعالى: ((المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)) سورة التوبة/71, وقوله جل ثناؤه: ((ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف)) سورة البقرة / 228. وقوله عز وجل: ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً- واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربيانى صغيراً)) سورة الإسراء / 23, 24.

وحينما كرمها ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها لتكون أماً وزوجة وبنتاً وأختاً, وشرع لذلك شرائع خاصة تخص المرأة دون الرجل.

ليست هناك تعليقات: